أَقسامُ التَّمَثُّلاتِ مُختَلِفةٌ
يَنقَسِمُ التَّمَثُّـلُ في المِرآةِ إلى أَربَعِ صُوَرٍ:
- فإمّا أنَّها صُورةٌ تُمَثِّـلُ الهُوِيّةَ فحَسْبُ،
- أو تُمَثِّـلُ معَها الخاصِّيّةَ،
- أو تُمَثِّـلُ الهُوِيّةَ ونُورَ الماهِيّةِ،
- أوِ الماهِيّةَ والهُوِيّةَ.
فإن شِئتَ مِثالًا، فدُونَك الإنسانَ والشَّمسَ، والمَلَكَ والكَلِمةَ.
إنَّ تَمَثُّلاتِ الكَثِيفِ تُصبحُ أَمواتًا مُتَحرِّكةً في المِرآةِ.
وتَمَثُّلاتُ رُوحٍ نُورانيّةٍ في مَراياها كلٌّ مِنها حَيّةٌ مُرتَبِطةٌ، ونُورٌ مُنبَسِطٌ؛ إن لم يكُن عَينَه فليس هو غَيرَه.
فلو كانَت للشَّمسِ حَياةٌ، لكانَت حَرارتُها حَياتَها، وضِياؤُها شُعُورَها؛ فصُورَتُها المُنعَكِسةُ في المِرآةِ تَملِكُ هذه الخَواصَّ.
فهذا هو مِفتاحُ هذه الأَسرارِ:
إنَّ جَبْرائِيلَ عَليهِ السَّلَام وهو في سِدْرةِ المُنتَهَى يَتَمثَّـلُ في صُورةِ «دِحْيةَ الكَلبِيِّ» في المَجلِسِ النَّبَوِيِّ وفي أَماكِنَ أُخرَى كَثِيرةٍ.([1])
وإنَّ عَزْرائِيلَ عَليهِ السَّلَام يَقبِضُ الأَرواحَ في مَكانٍ وفي أَماكِنَ كَثِيرةٍ لا يَعلَمُها إلَّا اللهُ.
وإنَّ الرَّسُولَ ﷺ يُظهِرُ لِأُمَّتِه في وَقتٍ واحِدٍ، في كَشْفِ الأَولياءِ، وفي الرُّؤَى الصّادِقةِ، ويُقابِلُهُم جَمِيعًا بشَفاعَتِه لهم يومَ القِيامةِ يَومَ الحَشْرِ الأَعظَمِ؛ وإنَّ الأَبدالَ في الأولياء يظهرون هكذا في أماكن عدة في آنٍ واحد.
* * *
([1]) انظر: البخاري، المناقب 25، فضائل القرآن 1؛ مسلم، الإيمان 271، فضائل الصحابة 100؛ الترمذي، المناقب 12؛ النسائي، الإيمان 6؛ أحمد بن حنبل، المسند 2/107، 3/334.
أسأل الله عز وجل أن يوفقكم