أَضَلَّتِ النِّساءُ البشَريّةَ بخُرُوجِهنَّ مِن بُيُوتِهنَّ، فعلَيهِنَّ العَودةُ إلَيها

«إذا تَأَنَّثَ الرِّجالُ السُّفَهاءُ بالهَوْساتِ، إذًا تَرَجَّلَ النِّساءُ النّاشِزاتُ بالوَقاحاتِ»[1]، لقد أَطلَقَتِ المَدَنيّةُ السَّفِيهةُ النِّساءَ مِن أَعشاشِهِنَّ، وامتَهَنَت كَرامَتَهُنَّ، وجَعَلَتْهُنَّ مَتاعًا مَبذُولًا.

بَينَما شَرْعُ الإسلامِ يَدعُو النِّساءَ إلى أَعشاشِهِنَّ رَحْمةً بهنَّ، فكَرامَتُهنَّ فيها، وراحَتُهنَّ في بُيُوتِهنَّ، وحَياتُهنَّ في دَوامِ العائِلةِ.

الطُّهرُ زِينَتُهُنَّ، الخُلُقُ هَيبَتُهُنَّ، العِفّةُ جَمالُهُنَّ، الشَّفَقةُ كَمالُهُنَّ، الأَطفالُ لَهْوُهُنَّ.

ولا تَصمُدُ إزاءَ جَمِيعِ هذه الأَسبابِ المُفسِدةِ إلَّا إرادةٌ مِن حَدِيدٍ.

كُلَّما دَخَلَتْ حَسناءُ في مَجلِسٍ تَسُودُ فيه الأُخُوّةُ، أَثارَت فيهم عُرُوقَ الرِّياءِ والمُنافَسةِ والحَسَدِ والأَنانِيّةِ، فتَتَنبَّهُ الأَهواءُ الرّاقِدةُ.

إنَّ تَكَشُّفَ النِّساءِ تَكَشُّفًا دُونَ قَيدٍ، أَصبَحَ سَبَبًا لِتَكَشُّفِ أَخلاقِ البَشَرِ السَّيِّئةِ وتَنامِيها.

هذه الصُّوَرُ الَّتي هي جَنائِزُ مُصَغَّرةٌ، وأَمواتٌ مُتَبَسِّمةٌ، لها دَورٌ خَطِيرٌ جِدًّا في الرُّوحِ الرَّعْناءِ للإنسانِ المُتَحَضِّرِ؛ بل إنَّ تَأْثيرَها مُخِيفٌ مُرعِبٌ.[2] إنَّ الهَياكِلَ والتَّماثِيلَ المَمنُوعةَ شَرْعًا والصُّوَرَ المُحَرَّمةَ، إمّا أنَّها ظُلْمٌ مُتَحَجِّرٌ، أو رِياءٌ مُتَجسِّدٌ، أو هَوًى مُنجَمِدٌ، أو طِلَّسْمٌ يَجلِبُ تلك الأَرواحَ الخَبِيثةَ.

————————————————————

([1]) هذه القطعة أساس رسالة «الحجاب» التي أبرزتها المحكمة تهمة لإدانة مؤلفها. إلّا أنها أدانت نفسها وحاكميها إدانة أبدية وألزمتهم الحجة. (المؤلف).

([2]) كما أن النظر إلى جثة امرأة نظرة شهوانية، دليل على دناءة النفس وخستها، كذلك النظر بشهوة إلى صورة جميلة لحسناء ميتة محتاجة إلى الرحمة يطمس مشاعر الروح السامية. (المؤلف).

1029 مرة

نفس المواد


Bir cevap yazın

E-posta hesabınız yayımlanmayacak.