النورسي: الأتراك والعرب سيَتَّحِدون من جديدٍ إخوةً حقيقيين

باسمه سبحانه

إلى الإخوان المسلمين الأفاضل في مراكز العالم الإسلامي..
يسرنا أن ننقل إليكم أحرَّ التهاني والتبريكات، ونعلمكم أن الرسالة التي وصلتنا عن طريقكم من قِبَل عالِمٍ مجاهدٍ جليلٍ مباركٍ قد نقلناها بدورنا إلى العالِم الجليل المفسِّر صاحب التصانيف القيمة بديع الزمان سعيدٍ النُّورْسِيّ.
وإن الأستاذ في رسالته الجوابية إليكم يثني على جهودكم ثناءً بالغًا، ويخبركم أن النوريين الذين هم خَلَفُ أبطالِ القرآن والإيمان في بلاد الأناضول يشكلون مع إخوتهم المسلمين المتوجهين إلى الحقيقة القرآنية في البلاد العربية صفَّين متآخيين متوافقين مترافقين من بين صفوفٍ كثيرةٍ منضويةٍ في دائرة حزب القرآن، كما يعبِّر لكم سروره البالغ بعزمكم على ترجمة بعض رسائل النور إلى العربية ونشرها فضلًا عن علاقتكم الوثيقة بها، وقد كلفنا أن نبلغكم ضرورةَ أن تتبنى الجماعات الإسلامية رسائل النور وتتواصل مع تلاميذها بـ«أورفا».
أيها الإخوة المنوَّرون أبناء العرب الأعزة النُّجباء.. إن جيوش الكفر التي ظلت تهاجم أجدادنا منذ ألفٍ وأربعمئة سنةٍ لتُمزِّق الأمة الإسلامية لم تنجح في تحقيق مرادها إلا بعد الحرب العالمية الأولى؛ لقد سعى الأعداء بشتى الدسائس والأكاذيب لفصم عُرى المحبة التي جمعت بين التُّرك والعرب في أُخوةٍ إسلاميةٍ صادقةٍ على مدى ألف عام، وغاظهم أن يروا هذه القلوب تهفو بشوقٍ مضطرمٍ لتلثم أعتابَ تلك الروضة المطهَّرة التي ضمت ذلك الجنابَ النبويَّ الشريف، فخرَ أهل الإسلام وبني الإنسان، ومدارَ الأكوان، ومظهرَ فيوضات الرحمن، وغصَّت نفوسهم أن تُبذل المُهجُ والأرواح في سبيلِ نيلِ عنايةٍ من ذلك الجناب الكريم على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم.
لقد سعى الأعداء جاهدين ليمحوا من ذاكرة المسلمين مفاخرَ ألفٍ وأربعمئة سنةٍ سَطَّرها أجدادهم المجاهدون والشهداء بأقلامِ سيوفهم الناصعة، ومِدادِ دمائهم الزكية، وخلَّدوها في جنبات الأرض وصفحات الزمان، وقلَّدوها أمانةً في عنق التاريخ؛ ولم يقف مسعى الأعداء عند هذا الحد، بل قيَّدوا هذين الأخوين -العرب والترك- بسلاسل المعاهدات الجائرة، وأذاقوهما أشد العذاب، منعًا لاتحادهما من جديد، لقد رسف المسلمون في قيود هؤلاء سنين طويلة، وتعالت أنَّاتهم، وذاقوا على أيدي القوم شتى أنواع الفظائع والمهانات.
ألا هيهات هيهات.. لم يدرِ هؤلاء الأعداء أن العناية الإلهية ستَصَحبنا من جديد.. ولم يعرفوا بل لم يروا النصرَ العظيم الذي يتحقق للمسلمين بتفسيرٍ جليلٍ بديعٍ للقرآن كرسائل النور ومؤلِّفِه بديع الزمان؛ إنها مؤلفاتٌ قيِّمةٌ نفيسةٌ تثبت الوحدانية الإلهية والرسالة الأحمدية والحقائق الأُخروية ببراهين قويةٍ محقَّقةٍ، وبصورةٍ جليةٍ ساطعةٍ، بحيث لم يقدر على مواجهتها أو الاعتراض عليها عالِمٌ ولا فيلسوف.

نحن التُّرك نُكِنُّ في قلوبنا عميق المحبة والاحترام لكم أنتم العرب النُّجباء معدن آل البيت الأطهار، ولأجدادكم الصحابة الأبرار، وإنهما لمحبةٌ واحترامٌ لا يخبوان ولا يزولان، إذِ انعقدا لله ولرسوله المصطفى ﷺ؛ وإنا لأجلِ هذا النبي الكريم ودينه القويم مستعدون للتضحية بالنفس والنفيس.
إننا لَنضرع إلى الله تعالى آملين في لطفه وكرمه أن يتحقق في المستقبل القريب ما بشَّر به أستاذنا الحبيب من أن الأتراك والعرب سيَتَّحِدون من جديدٍ إخوةً حقيقيين، وعندها سترتد بذور الشر والإفساد التي بذرها أعداء المسلمين في وجوههم، وتتحطم القيود التي يئنُّ تحتها أربعمئة مليون مسلم، فيعودون بالحياة الإسلامية القدسية إلى مقدمة ركب البشرية، وينشرون الأمن والسِّلم في العالَم أجمع بإذن الله تعالى.

العبد الفقير إلى ربه
خسرو
من تلاميذ رسائل النور

2335 مرة

نفس المواد


Bir cevap yazın

E-posta hesabınız yayımlanmayacak.