المجلد الثالث: اللَّمَعات:يشتملُ هذا الكتابُ القيِّم على ثلاثين رسالةً، تُستهلُّ بالدُّروس المستخلَصة لحياتنا اليومية: من مناجاة سيدنا يونُس وأيُّوب عليهما السلام، ثم بيان أنَّ السُّنة النبوية مِرقاةٌ ومِنهاج.تتلوها رسالةٌ في حِكمة الاستعاذة من الشيطان، ومُذكِّرات في العُرُوج الى المعرفة الإلهية، ثم رسالةٌ في بيان أهمِّية الاقتصاد ومغبّةِ الإسراف.كما يتضمَّن الكتابُ […]
Etiket: بديع الزمان
القرآن الكرِيم يَقبلُ بالمدنيّة التي تَكفل سعادة العُمُوم أو الأَكثَريّة المطلقة على الأقل
إنَّ القُرآنَ الكَرِيمَ الَّذي هو رَحْمةٌ لِلبَشَرِيّةِ كافّةً، إنَّما يَقبَلُ المَدَنيّةَ الَّتي تَكفُلُ سَعادةَ العُمُومِ أو في الأَقلِّ سَعادةَ الأَكثَرِيّةِ المُطلَقةِ، بَينَما المَدَنيّةُ الحاضِرةُ قد تَأسَّسَت على خَمسةِ أُسُسٍ سَلبِيّةٍ: نُقطةُ استِنادِها ورَكِيزَتُها: القُوّةُ، وهذه مِن شَأنِها: التَّجاوُزُ والِاعتِداءُ. هَدَفُها وقَصْدُها: المَنفَعةُ، وهذه مِن شَأنِها: التَّزاحُمُ. دُستُورُها في الحَياةِ: الجِدالُ […]
تتغيَّر ماهيّةُ الخِصالِ بتغيُّر المَنازِل
خَصْلةٌ واحِدةٌ في مَواضِعَ مُتَبايِنةٍ وصُورةٍ واحِدةٍ تكُونُ تارةً غُولًا بَشِعًا، وتارةً مَلَكًا رَقيقًا ومَرّةً صالِحةً وأُخرَى طالِحةً. أَمثِلةُ ذلك الآتي: إنَّ عِزّةَ النَّفسِ الَّتي يَشعُرُ بها الضَّعِيفُ تُجاهَ القَوِيِّ، لو كانَت في القَوِيِّ لَكانَت تَكَبُّـرًا وغُرُورًا؛ وكذا التَّواضُعُ الَّذي يَشعُرُ به القَوِيُّ تُجاهَ الضَّعِيفِ، لو كان في الضَّعِيفِ لَكان […]
سَعةُ تَصَرُّفِ القُدرةِ، تَرُدُّ الوَسائِطَ
إنَّ شَمْسَنا تُصبِحُ كالذَّرّةِ إزاءَ تَصَرُّفِ قُدرةِ القَدِيرِ ذِي الجَلالِ وسَعةِ تَأْثيرِها. إنَّ مَساحةَ تَصَرُّفِه العَظِيمِ في النَّوعِ الواحِدِ واسِعةٌ جِدًّا. خُذِ القُوّةَ الجاذِبةَ بينَ ذَرَّتَينِ، ثمَّ ضَعْها قُربَ القُوّةِ الجاذِبةِ المَوجُودةِ في شَمسِ الشُّمُوسِ وفي دَرْبِ التَّـبّانةِ… واجْلِبِ المَلَكَ الَّذي يَحمِلُ حَبّةَ البَرَدِ معَ المَلَكِ الشَّبِيهِ بالشَّمسِ الَّذي يَحمِلُ […]
القُرآنُ يَحمِي نفسَه بنَفسِه ويُنفِذُ حُكمَه
القُرآنُ يَحمِي نفسَه بنَفسِه ويُنفِذُ حُكمَه([1]) رَأَيتُ شَخْصًا قدِ ابتُلِيَ باليَأْسِ، وأُصِيبَ بالتَّشاؤُمِ؛ يقولُ: لقد قَلَّ العُلَماءُ في هذه الأَيّامِ، وغَلَبَتِ الكَمِيّةُ النَّوعِيّةَ، نَخشَى أن يَنطَفِئَ دِينُنا في يَومٍ مِنَ الأَيّامِ! قلتُ: كما لا يُمكِنُ إِطفاءُ نُورِ الكَونِ ولا يُمكِنُ إِطفاءُ إِيمانِنا الإسلامِيِّ، كذَلِك سيَسْطَعُ الإسلامُ في كلِّ آنٍ إن […]
ما هذه الطبيعة التي زلَّ فيها أهلُ الضلالة والغفلة، حتى سقطوا في الكفر والكفران…؟
ما هذه الطبيعة التي زلَّ فيها أهلُ الضلالة والغفلة، حتى سقطوا في الكفر والكفران، فرُدُّوا إلى أسفل سافلين بعد أن كانوا في أحسن تقويم؟ الجواب: إن ما يسمُّونه بـ«الطبيعة» هو الشريعة الفطرية الإلٓهيّة الكبرى، وهي عبارة عن مجموعة قوانين عاداتِ الله المُظهِرة لتنظيم الأفعال الإلٓهيّة وأنظِمَتها التي تُشاهَد في الموجودات.. […]
السِّياسةُ الحاضِرةُ شَيطانٌ في عالَمِ الأَفكار يَنبَغي الِاستِعاذةُ مِنها
إنَّ سِياسةَ المَدَنيّةِ الحاضِرةَ تُضَحِّي بالأَكثَرِيّةِ في سَبِيلِ الأَقَلِّيّةِ، بل تُضَحِّي قِلّةٌ قَلِيلةٌ مِنَ الظَّلَمةِ بجُمهُورٍ كَبِيرٍ مِنَ العَوامِّ في سَبِيلِ مَقاصِدِها. أمّا عَدالةُ القُرآنِ الكَرِيمِ، فلا تُضَحِّي بحَياةِ بَرِيءٍ واحِدٍ، ولا تُهدِرُ دَمَه لِأَيِّ شَيءٍ كانَ، لا في سَبِيلِ الأَكثَرِيّةِ، ولا لِأَجلِ البَشَرِيّةِ قاطِبةً؛ إذِ الآيةُ الكَرِيمةُ: ﴿مَنْ قَتَلَ […]
نوعُ النَّظَر كالنِّية، يَقلِبُ العاداتِ إلى عِباداتٍ
لاحِظْ بدِقّةٍ هذه النُّقطةَ: كما تُصبِحُ العاداتُ المُباحةُ بالنِّـيّةِ عِباداتٍ، كذلك تكُونُ العُلُومُ الكَونيّةُ بنَوعِ النَّظَرِ مَعارِفَ إلٓهِيّةً. فإذا ما نَظَرْتَ إلى هذه العُلُومِ نَظَرًا حِرْفيًّا، معَ دِقّةِ المُلاحَظةِ والتَّفَكُّرِ العَمِيقِ، مِن حَيثُ الصَّنْعةُ والإتقانُ. أي: أن تَقُولَ: «ما أَبدَعَ خَلْقَ هذا! ما أَجمَلَ صُنعَ الصّانِعِ الجَلِيلِ!» بَدَلًا مِن قَولِك: […]
في إيجادِ الأَضدادِ وجَمعِها حِكمةٌ عظيمةٌ، الذَّرّةُ والشَّمسُ في قَبضةِ القُدرةِ سَواءٌ
يا أَخي يا ذا القَلبِ اليَقِظِ، إنَّ القُدرةَ تَتَجلَّى في جَمْعِ الأَضدادِ؛ فوُجُودُ الأَلَمِ في اللَّذّةِ، والشَّرِّ في الخَيْرِ، والقُبْحِ في الحُسْنِ، والضُّرِّ في النَّفْعِ، والنِّقمةِ في النِّعمةِ، والنّارِ في النُّورِ.. فيه سِرٌّ عَظِيمٌ. أَتَعرِفُ لِماذا؟ إنَّه لكي تَثبُتَ الحَقائِقُ النِّسبِيّةُ وتَتَقرَّرُ، وتَتَولَّدَ أَشياءُ كَثِيرةٌ مِن شَيءٍ واحِدٍ، وتَنالَ […]
دساتيرُ اجتماعيةٌ
إن شِئتَ دَساتِيرَ في المُجتَمَعِ فدُونَك: إنَّ العَدالةَ الَّتي لا مُساواةَ فيها لَيسَت عَدالةً أَصْلًا.. فالتَّماثُلُ سَببٌ مُهِمٌّ للتَّضادِّ، وأمّا التَّناسُبُ فهو أَساسُ التَّسانُدِ. مَنبَعُ التَّكَبُّرِ إظهارُ صِغَرِ النَّفْسِ، ومَنبَعُ الغُرُورِ ضَعْفُ القَلبِ. وقد أَصبَحَ العَجْزُ مَنشَأَ الخِلافِ. أمّا حُبُّ الِاستِطلاعِ فهو أُستاذُ العِلمِ. الحاجةُ أُمُّ الِاختِراعِ. والضِّيقُ مَعلَمُ السَّفاهةِ. […]
أحدث التعليقات