القُرآنُ يَحمِي نفسَه بنَفسِه ويُنفِذُ حُكمَه([1]) رَأَيتُ شَخْصًا قدِ ابتُلِيَ باليَأْسِ، وأُصِيبَ بالتَّشاؤُمِ؛ يقولُ: لقد قَلَّ العُلَماءُ في هذه الأَيّامِ، وغَلَبَتِ الكَمِيّةُ النَّوعِيّةَ، نَخشَى أن يَنطَفِئَ دِينُنا في يَومٍ مِنَ الأَيّامِ! قلتُ: كما لا يُمكِنُ إِطفاءُ نُورِ الكَونِ ولا يُمكِنُ إِطفاءُ إِيمانِنا الإسلامِيِّ، كذَلِك سيَسْطَعُ الإسلامُ في كلِّ آنٍ إن […]
استعرض المقالات
ما هذه الطبيعة التي زلَّ فيها أهلُ الضلالة والغفلة، حتى سقطوا في الكفر والكفران…؟
ما هذه الطبيعة التي زلَّ فيها أهلُ الضلالة والغفلة، حتى سقطوا في الكفر والكفران، فرُدُّوا إلى أسفل سافلين بعد أن كانوا في أحسن تقويم؟ الجواب: إن ما يسمُّونه بـ«الطبيعة» هو الشريعة الفطرية الإلٓهيّة الكبرى، وهي عبارة عن مجموعة قوانين عاداتِ الله المُظهِرة لتنظيم الأفعال الإلٓهيّة وأنظِمَتها التي تُشاهَد في الموجودات.. […]
السِّياسةُ الحاضِرةُ شَيطانٌ في عالَمِ الأَفكار يَنبَغي الِاستِعاذةُ مِنها
إنَّ سِياسةَ المَدَنيّةِ الحاضِرةَ تُضَحِّي بالأَكثَرِيّةِ في سَبِيلِ الأَقَلِّيّةِ، بل تُضَحِّي قِلّةٌ قَلِيلةٌ مِنَ الظَّلَمةِ بجُمهُورٍ كَبِيرٍ مِنَ العَوامِّ في سَبِيلِ مَقاصِدِها. أمّا عَدالةُ القُرآنِ الكَرِيمِ، فلا تُضَحِّي بحَياةِ بَرِيءٍ واحِدٍ، ولا تُهدِرُ دَمَه لِأَيِّ شَيءٍ كانَ، لا في سَبِيلِ الأَكثَرِيّةِ، ولا لِأَجلِ البَشَرِيّةِ قاطِبةً؛ إذِ الآيةُ الكَرِيمةُ: ﴿مَنْ قَتَلَ […]
نوعُ النَّظَر كالنِّية، يَقلِبُ العاداتِ إلى عِباداتٍ
لاحِظْ بدِقّةٍ هذه النُّقطةَ: كما تُصبِحُ العاداتُ المُباحةُ بالنِّـيّةِ عِباداتٍ، كذلك تكُونُ العُلُومُ الكَونيّةُ بنَوعِ النَّظَرِ مَعارِفَ إلٓهِيّةً. فإذا ما نَظَرْتَ إلى هذه العُلُومِ نَظَرًا حِرْفيًّا، معَ دِقّةِ المُلاحَظةِ والتَّفَكُّرِ العَمِيقِ، مِن حَيثُ الصَّنْعةُ والإتقانُ. أي: أن تَقُولَ: «ما أَبدَعَ خَلْقَ هذا! ما أَجمَلَ صُنعَ الصّانِعِ الجَلِيلِ!» بَدَلًا مِن قَولِك: […]
في إيجادِ الأَضدادِ وجَمعِها حِكمةٌ عظيمةٌ، الذَّرّةُ والشَّمسُ في قَبضةِ القُدرةِ سَواءٌ
يا أَخي يا ذا القَلبِ اليَقِظِ، إنَّ القُدرةَ تَتَجلَّى في جَمْعِ الأَضدادِ؛ فوُجُودُ الأَلَمِ في اللَّذّةِ، والشَّرِّ في الخَيْرِ، والقُبْحِ في الحُسْنِ، والضُّرِّ في النَّفْعِ، والنِّقمةِ في النِّعمةِ، والنّارِ في النُّورِ.. فيه سِرٌّ عَظِيمٌ. أَتَعرِفُ لِماذا؟ إنَّه لكي تَثبُتَ الحَقائِقُ النِّسبِيّةُ وتَتَقرَّرُ، وتَتَولَّدَ أَشياءُ كَثِيرةٌ مِن شَيءٍ واحِدٍ، وتَنالَ […]
أَضَلَّتِ النِّساءُ البشَريّةَ بخُرُوجِهنَّ مِن بُيُوتِهنَّ، فعلَيهِنَّ العَودةُ إلَيها
«إذا تَأَنَّثَ الرِّجالُ السُّفَهاءُ بالهَوْساتِ، إذًا تَرَجَّلَ النِّساءُ النّاشِزاتُ بالوَقاحاتِ»[1]، لقد أَطلَقَتِ المَدَنيّةُ السَّفِيهةُ النِّساءَ مِن أَعشاشِهِنَّ، وامتَهَنَت كَرامَتَهُنَّ، وجَعَلَتْهُنَّ مَتاعًا مَبذُولًا. بَينَما شَرْعُ الإسلامِ يَدعُو النِّساءَ إلى أَعشاشِهِنَّ رَحْمةً بهنَّ، فكَرامَتُهنَّ فيها، وراحَتُهنَّ في بُيُوتِهنَّ، وحَياتُهنَّ في دَوامِ العائِلةِ. الطُّهرُ زِينَتُهُنَّ، الخُلُقُ هَيبَتُهُنَّ، العِفّةُ جَمالُهُنَّ، الشَّفَقةُ كَمالُهُنَّ، الأَطفالُ لَهْوُهُنَّ. […]
دساتيرُ اجتماعيةٌ
إن شِئتَ دَساتِيرَ في المُجتَمَعِ فدُونَك: إنَّ العَدالةَ الَّتي لا مُساواةَ فيها لَيسَت عَدالةً أَصْلًا.. فالتَّماثُلُ سَببٌ مُهِمٌّ للتَّضادِّ، وأمّا التَّناسُبُ فهو أَساسُ التَّسانُدِ. مَنبَعُ التَّكَبُّرِ إظهارُ صِغَرِ النَّفْسِ، ومَنبَعُ الغُرُورِ ضَعْفُ القَلبِ. وقد أَصبَحَ العَجْزُ مَنشَأَ الخِلافِ. أمّا حُبُّ الِاستِطلاعِ فهو أُستاذُ العِلمِ. الحاجةُ أُمُّ الِاختِراعِ. والضِّيقُ مَعلَمُ السَّفاهةِ. […]
اِدفِنْ مَزاياك تحتَ تُرابِ الخَفاءِ لِتَنمُوَ
يا ذا المَزايا ويا صاحِبَ الخاصِّيّةِ، لا تَظلِمْ بالتَّعَيُّنِ والتَّشَخُّصِ، فلو بَقِيتَ تحتَ سِتارِ الخَفاءِ، مَنَحْتَ إخوانَك بَرَكةً وإحسانًا؛ إذ مِنَ المُمكِنِ ظُهُورُك في كلِّ أَخٍ لك، وأن يكُونَ هو أنتَ بالذّاتِ، وبهذا تَجلُبُ الأَنظارَ والِاحتِرامَ إلى كلِّ أَخٍ. بَينَما تُلقِي الظِّلَّ هنا بالتَّعَيُّنِ والتَّشَخُّصِ، بعدَ أن كُنتَ شَمْسًا هناك، […]
أَقسامُ التَّمَثُّلاتِ مُختَلِفةٌ
أَقسامُ التَّمَثُّلاتِ مُختَلِفةٌ يَنقَسِمُ التَّمَثُّـلُ في المِرآةِ إلى أَربَعِ صُوَرٍ: فإمّا أنَّها صُورةٌ تُمَثِّـلُ الهُوِيّةَ فحَسْبُ، أو تُمَثِّـلُ معَها الخاصِّيّةَ، أو تُمَثِّـلُ الهُوِيّةَ ونُورَ الماهِيّةِ، أوِ الماهِيّةَ والهُوِيّةَ. فإن شِئتَ مِثالًا، فدُونَك الإنسانَ والشَّمسَ، والمَلَكَ والكَلِمةَ. إنَّ تَمَثُّلاتِ الكَثِيفِ تُصبحُ أَمواتًا مُتَحرِّكةً في المِرآةِ. وتَمَثُّلاتُ رُوحٍ نُورانيّةٍ في مَراياها كلٌّ […]
اللذّةِ الحقةِ الكافيةِ للإنسانِ يتساوى فيها السلطانُ والشحاذُ
حاسّةُ الذَّوقِ مَأمورةُ البَرقِ، لا تَجعَلِ اللَّذّةَ هَمَّها فتُفسِدَها([1]) لقد أَسَّسَ سُبحانَه بفَضلِ رُبُوبيَّتِه وحِكْمَتِه وعِنايَتِه في فَمِ الإنسانِ وأَنفِه مَركَزَينِ: وَضَع فيهما حُرّاسَ حُدُودِ هذا العالَمِ الصَّغِيرِ وعُيُونَه، ونَصَبَ كلَّ عِرقٍ بمَثابةِ الهاتِفِ، وجَعَل كلَّ عَصَبٍ في حُكْمِ البَرْقِ، وجَعَلَت عِنايَتُه الكَرِيمةُ حاسّةَ الشَّمِّ مَأْمُورةَ إرسالِ المُكالَماتِ الهاتِفِيّةِ، وحاسّةَ […]
أحدث التعليقات